الوراثة عند الانسان: الاستنساخ للسنة الثانية اعدادي

تعرفنا في المحاور السابقة : الصفة الوراثية الثانية اعدادي و الصبغيات تحمل برنامج الصفات الوراثية و دور الصبغيات في نقل الصفات الوراثية، على مفهوم الصفة الوراثية و الغير وراثية و على الصفة الوراثية النوعية ، و على شجرة النسب و الأمراض الوراثية ، كما تعرفنا أيضا على مكان تواجد البرنامج الوراثي المسؤول عن الصفات الوراثية ، و على الخريطة الصبغية للمرأة و الرجل و الخريطة الصبغية للأمشاج عند الانسان ، و على كيف تنقل الصبغيات الصفات الوراثية عبر الأجيال  و تعرفنا كذلك على عواقب زواج الأقارب، أما اليوم فسنتعرف على كيف تمكن العلماء من توظيف هذه المعلومات التي تعرفنا عليها مسبقا لإنجاز تقنية الاستنساخ الذي ينطلق من البيضة و تقنية الاستنساخ الذي ينطلق من خلية بالغة متخصصة.

الاستنساخ للسنة الثانية اعدادي

ما هو الاستنساخ؟

الاستنساخ هو تقنية يقوم بها المختصون للحصول على نسخة طبق الأصل وراثيا لكائن حي دون تدخل الجنسين، و يمكن أن يتم انطلاقا من بيضة أو من خلية متخصصة من خلايا الجسم.

الاستنساخ انطلاقا من بيضة

 بعد تزاوج بقرة مع ثور و حدوث الاخصاب تتحول البويضة الى بيضة لتتكاثر عن طريق الانقسام ، يقوم العلماء بعزل الخليتين الناتجتين عن الانقسام الأول للبيضة ، و يضعون كل واحد منهما في رحم بقرة مستقبلة ، حيث يتشكل الجنين و ينمو لتلد كل بقرة عجلا يشبه الاخر و يحملان نفس الصفات الوراثية و لهما نفس الجنس، انهما توأمان حقيقيان ، تعتبر هذه التقنية نوعا من الاستنساخ.

الاستنساخ انطلاقا من بيضة

كيف يمكن للاستنساخ انطلاقا من البيضة أن يعطي توأمان لهما نفس البرنامج الوراثي؟

نعلم مسبقا أن البيضة الناتجة عن اتحاد نواة المشيج الذكري و الأنثوي ، تتكاثر عن طريق الانقسامات المتوالية ،فعندما تنقسم الخلية تعطي خلية أخرى لها نفس النواة، و بما أن هذا النوع من الاستنساخ يتطلب فصل الخليتين الناتجتين عن التضاعف الأول ، فهذا يعني أننا سنحصل على خليتان تتوفر نواتيهما على نفس البرنامج الوراثي ،و بعد وضعهما في رحم بقرتين مختلفتين سنحصل على جنينين لهما نفس البرنامج الوراثي، مما سينتج عنه ولادة كل بقرة لعجل يشبه كل واحد الاخر و لهما نفس الجنس لأنهما يتوفران على نفس البرنامج الوراثي.

فاذا كانت ذخيرة البيضة الأم تحتوي على صبغيات جنسية XX سنحثل على عجلين أنثويين ، و اذا كان يتوفر على صبغيات جنسية XY فسنحصل على عجلين ذكريين.

الاستنساخ انطلاقا من خلية متخصصة من خلايا الجسم

تعتبر النعجة DOLLY أول نعجة تمت ولادتها عن طريق تقنية الاستنساخ الذي يعتمد على خلية بالغة و متخصصة ، فهذه التقنية لا تتطلب تدخل الأمشاج و حدوث الاخصاب ، بل تعتمد على أخد خلية متخصصة من جسم الكائن الحي ، حيث قام العلماء بأخذ خلية من ثدي النعجة A التي سيتم استنساخها و أخدوا بويضة من النعجة B و استخرجوا منها نواتها كي تصبح بويضة دون نواة ، فوضعوا البويضة المنعدمة النواة مع خلية النعجة A في حقل مكهرب كي يلتحما لتتحول البويضة الى بيضة و تتكاثر لتعطي جنينا يزرع في رحم النعجة C لكي يواصل نموه لتلده النعجة المستقبلة C و نحصل في الأخير على النعجة DOLLY الشبيهة بالنعجة A لأنهما يتوفران على نفس البرنامج الوراثي.

الاستنساخ انطلاقا من خلية متخصصة من خلايا الجسم

لماذا النعجة DOLLY تشبه النعجة A و لا تشبه B و C؟

النعجة DOLLY تشبه النعجة A لأنها تكونت انطلاقا من بيضة تحمل برنامج وراثي مطابق للنعجة A، و لا تشبه النعجة B لان البويضة التي اخدت منها تم استخراج نواتها التي تحتوي على برنامجها الوراثي ، ولا تشبه النعجة C لأنها كانت مستقبلة فقط و بالتالي لن يكون لبرنامجها الوراثي أي تأثير على الجنين الذي زرع في رحمها.

كيف يمكن للاستنساخ انطلاقا من خلية متخصصة من خلايا الجسم أن يعطي كائن حي شبيه بالمستنسخ؟

نعلم مسبقا أن نواة الخلية تحتوي على 46 صبغيا "كروموسوم" يحمل البرنامج الوراثي المسؤول عن جل الصفات الوراثية التي يتميز بها الكائن الحي ، و نعلم أيضا أن نواة الأمشاج الذكرية و الأنثوية تتوفر على 23 صبغيا فقط و ذلك لكي تتمكن من الاندماج لتشكل بيضة تحتوي نواتها على 46 صبغيا و هي الخلية الأولى للكائن الحي.

اذا ان قمنا بأخذ خلية متخصصة من النعجة 1 تحتوي نواتها على 46 صبغيا و دمجناها مع بويضة منعدمة النواة أخدت من نعجة أخرى سنحصل بالتأكيد على بيضة ، و ذلك لأن نواتها تحتوي على نفس الصبغيات الخاصة بخلية الكائن الحي 1 ، و بالتالي ستبدأ البيضة بالتكاثر لتتحول الى جنين يزرع في رحم نعجة مستقبل 3 ، و بعد انتهاء فترة الحمل سنحصل على نعجة مطابقة للنعجة الأصلية 1 لانهما يمتلكان نفس البرنامج الوراثي.