ازدهار الدولة المغربية المرابطون والموحدون 2022
محتويات
في الدرس السابق : دراسة الدولة الادريسية من خلال وثائق تاريخية ، تعرفنا على أول دولة إسلامية مستقلة أقيمت بالمغرب من طرف المولى ادرس الأول و هي الدولة الادريسية ، أما اليوم فسنتعرف على أقوى دولتين تم تأسيسهما بالمغرب.
![]() |
ازدهار الدولة المغربية المرابطون والموحدون |
مقدمة :
يعتبر المغرب من أعرق الدول في شمال أفريقيا، حيث قد أسست فيه عدة دول إسلامية ، كالدولة الادريسية التي تعتبر أول دولة إسلامية مستقلة أسست به ، و الدولة المرابطية و الدولة الموحدية ، الذي عرف المغرب في عهدهما أقصى امتداد جغرافي له، فكيف امتدت الدولتان المرابطية و الموحدية و ما أصل تسميتهما؟ و ما الشخصيتان الرئيسيتان فيهما؟ و ما هي المظاهر الحضارية و المعمارية التي ارتبطت بهما؟
ما هو أصل تسمية المرابطين؟
يرجع لقب المرابطين للفقيه عبد الله بن ياسين الجزولي الذي أطلقه على أتباعه ممن امن بالإسلام من قبائل لمتونة الصنهاجية ، و ذلك للزومهم رابطته.
من هو عبد الله بن ياسين؟
عبد الله بن ياسين هو فقيه من بلاد سوس دعاه يحيى ابن إبراهيم لينشر تعاليم الدين الإسلامي الصحيحة في قبائل لمتونة الصنهاجية ، فلقب اتباعه الأخيار بالمرابطين، توفي سنة 1059م.
مراحل تأسيس و تطور الدولة المرابطية
مرت دولة المرابطين منذ نشأتها الى انهيارها بثلاث مراحل، هي.
![]() |
مراحل تأسيس و تطور الدولة المرابطية |
1.مرحلة التأسيس من 1042م الى 1060م
تشكلت نواة الدولة المرابطية سنة 1042م على يد عبد الله بن ياسين ، الذي ذهب لقبائل لمتونة الصنهاجية لينشر تعاليم الدين الإسلامي ، فتمكن من توحيدهم و تشكيل الحركة المرابطية و هي النواة الأولى للدولة المرابطية، و تميزت هذه المرحلة بالقضاء على الدولة البورغواطية و الاتساع جنوبا حتى حدود السينغال.
2.مرحلة القوة من 1060م الى 1106م
تميزت هذه المرحلة بحكم السلطان يوسف بن تاشفين الذي بنى مدينة مراكش و اتخذها عاصمة للدولة المراطية ، التي وصلت في عهده لأقصى امتداد جغرافي لها من المغرب الأوسط شرقا الى المحيط الأطلنتي غربا و من الصحراء جنوبا الى الأندلس شمالا بعد انهزام المسيحيين في معركة الزلاقة سنة 1086م.
3.مرحلة الضعف من 1106م الى 1147م
خلال هذه المرحلة بدأت الدولة المرابطية تضعف و تنهار بسبب صراع أبناء يوسف بن تاشفين على الحكم بعد وفاته، مما تسبب في سقوط مراكش في يد الموحدين في عهد علي بن يوسف الذي حكم لمدة 37 سنة، و بعد وفاته تمكن الموحدون من قتل ابنه إسحاق بن علي مما أدى الى انهيار الدولة المرابطية.
من هي الشخصية الرئيسية في تأسيس الدولة المرابطية؟
![]() |
الشخصية الرئيسية في تأسيس الدولة المرابطية |
يعتبر يوسف ابن تاشفين أهم ملوك الدولة المرابطية، أصله أمازيغي من قبائل صنهاجة الصحراوية ، ولد سنة 1010م و توفي سنة 1106م-1107م، و قد لعب دورا تاريخيا مهما لأنه يعتبر المؤسس الحقيقي للدولة المرابطية فهو باني عاصمتها مراكش سنة 1070م و منظم جيشها و بيت مالها ، مما جعلها خلال فترة حكمه من 1060م الى 1106م تستكمل وحدتها الترابية و تصل لأوج قوتها و أقصى امتدادها الجغرافي من الصحراء جنوبا الى الأندلس شمالا بعد انهزام المسيحيين في معركة الزلاقة سنة 1086.
و قد اتصف بعدة خصال أهلته للحكم من بينها الشجاعة و البطولة الحزم و الجهاد و التواضع حيث كان يلبس الصوف فقط عكس باقي السلاطين في عصره، و قد كان ضابطا لملكه ، متفقدا لأحوال مواطنيه و حافظا لبلاده و حامي ثغورها.
ما هو أصل تسمية الموحدين ؟
يرجع هذا الاسم الى مؤسس الدولة الموحدية المهدي بن تومرت الذي لقب اتباعه بالموحدين بسبب تبنيهم عقيدة التوحيد التي دعائهم اليها.
مراحل تطور الدولة الموحدية
مرت دولة الموحدين منذ نشأتها الى انهيارها بثلاثة مراحل ، هي.
![]() |
مراحل تطور الدولة الموحدية |
1.مرحلة التأسيس من 1121م الى 1163م
تشكلت نواة الدولة الموحدية سنة 1121م انطلاقا من منطقة تينمل التابعة لقبائل مصمودة الأمازيغية على يد المهدي بن تومرت، الذي دعي أهل هذه القبائل الى عقيدة التوحيد و التخلص من البدع ،فتمكن من توحيدهم على كلمة واحدة و تكوين الحركة الموحدية التي تنشر عقيدة التوحيد بين القبائل ، مما جعله يكتسب جيشا عظيما من المصامدة الذي استعمله في مواجهته الأولى للمرابطين سنة 1123م.
و بعد وفاته تولى عبد المومن بن علي الكومي الحكم ، الذي يعتبر المؤسس الحقيقي للدولة الموحدية لأنه تمكن من القضاء على المرابطين و اسقاط عاصمتهم مراكش سنة 1146م.
2.مرحلة القوة من 1163م الى 1212م
وصلت الدولة الموحدية خلال هذه الفترة لأوج قوتها و لأقصى امتدادها الجغرافي ، حيت قد غطت كل من الاندلس شمالا و المغرب الأقصى "المغرب" غربا و المغرب الأوسط "الجزائر" و افريقية "تونس" و طرابلس شرقا، و ذلك في عهد السلطان أبو يعقوب يوسف و السلطان يعقوب المنصور الذي قاد الجيش الموحدي لهزم جيش ملك قشتالة "ألفونسو الثامن" في معركة الأرك التي وقعت سنة 1195م بالأندلس، مما وطد حكم الموحدين فيها.
3.مرحلة الضعف من 1212م الى 1269م
خلال هذه المرحلة بدأت الدولة الموحدية تضعف و تنهار، حيث انهزم الجيش الموحدي بقيادة السلطان محمد الناصر أمام المسيحيين في معركة العقاب التي وقعت سنة 1212م بالأندلس ، و استمرت الدولة الموحدية في الانحدار و الضعف الى حين وفاة السلطان أبي دبوس سنة 1269م مما تسبب في انهيارها بشكل كلي.
من هي الشخصية الرئيسية في تأسيس الدولة الموحدية؟
![]() |
الشخصية الرئيسية في تأسيس الدولة الموحدية |
يعتبر محمد ابن تومرت أبرز حكام الدولة الموحدية ، أصله أمازيغي ولد بقبيلة هرغة المصمودية سنة 1083م و توفي سنة 1130م وصف بكونه رجلا فقيرا متدين و محبا للعلم ، درس العلم و الفقه بالمشرق العربي ، ثم عاد للمغرب ليبدأ دعوة الناس سنة 1121م لتبني أفكاره العقائدية ، التي ضمنها في كتابه "أعز ما يطلب" من بينها التوحيد و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، مما جعله يستقطب عددا كبيرا من الاتباع الذي سيستعملهم في مواجهاته للمرابطين ابتداءا من سنة 1123م حتى وفاته.
وصف نفسه بالمهدي المنتظر الذي سيصلح ما في الأرض من فساد و لقب اتباعه بالموحدين لأنهم تبنوا أفكاره العقائدية ، مما جعله يلعب دورا تاريخيا مهما في عهده فهو يعتبر الزعيم الديني للحركة الموحدية و واضع أسس الدولة الموحدية.
الاشعاع الفكري للدولة الموحدية
أنتجت الدولة الموحدية عدة علماء في مختلف المجالات أهمهم ابو الوليد محمد بن رشد القرطبي المعروف ب(ابن رشد) ولد سنة 1126م و توفي سنة 1198م ، كان فقيه و فيلسوفا و طبيبا و قاضيا ، عاصر الخلفاء الموحدين الذين استقدموه من الاندلس لإصلاح التعليم بالمغرب ،أسس مذهبا فلسفيا خاص به سمي ب"الرشدية" اتبعه العديد من الفلاسفة و اللاهوتيين في القرون الوسطى و ترك وراءه ارثا ثقافيا و فكريا ضخما ترجم للعديد من اللغات و درس بالعديد من الجامعات.
بعض مظاهر المعمار الموحدي
![]() |
مظاهر المعمار الموحدي |
مكنت المداخيل المالية الضخمة و المتعددة للدولة الموحدية من تنوع مظاهر المعمار الموحدي ، حيث قد بنى السلاطين المتعاقبين على الحكم مآثر معمارية كثيرة تتمثل في المنشآت الدينية كصومعة الخيرالدا باشبيليا و صومعة الكتبية بمراكش و صومعة حسان بالرباط، و الحصون و الأبواب كباب أكناو بمدينة مراكش.
ازدهار الدولة المغربية المرابطون والموحدون الخاتمة
وصلت الدولة المغربية في عهد المرابطين و الموحدين لأوج قوتها و أقصى امتدادها الجغرافي و اشعاعها الحضاري.